تُمثّل القدرة على تحفيز الذات دون ضغوط مهارة رئيسية عند الحديث عن مستوى الإنتاجية. وتستطيع أن تضع حدودًا زمنيةً لإنجاز المهام المطلوبة منك، وأن تحرص على ألا تمثل تلك الحدود الزمنية ضغوطًا نفسية عليك حتى تستطيع خلق نوع من التحفيز الداخلي النابع من الذات، ولكي تصل إلى تحفيز مثالي دون ضغوط طوال الوقت.
كيف تصل إلى تحفيز مثالي دون ضغوط
يلجأ البعض لوضع مواعيد نهائية لإنجاز المهام، وهذا الأمر قد يأتي بفائدة كبيرة حينما يكون هناك التزامٌ بهذه المواعيد. ولكن في المقابل قد يلجأ البعض إلى الاستهانة بهذه المواعيد وتأجيل العمل حتى يصطدم بالمواعيد الحقيقية المطلوب إنجاز المهام فيها.
للوهلة الأولى، يمكن ملاحظة الفرق بين هذين النوعين من الأشخاص. فالنوع الأول يتميز بالانضباط والقدرة على تحفيز الذات. بينما النوع الثاني يغلب عليه التكاسل وغالبًا ما يحتاج إلى ضغوط خارجية لكي يستطيع إنجاز مهامه.
حتى إذا كنت ممن يميلون للتسويف وتأجيل إنجاز المهام، يمكن أن يتغير الأمر بمجرد حرصك على وضع مواعيد زمنية لإنجاز مهامك والالتزام بها.
إليك ثلاث نصائح فعَّالة تستطيع من خلالها زيادة مستوى تحفيزك من خلال وضع مواعيد زمنية لإنجاز مهامك والالتزام بها:
وضع توقعات معقولة
البعض يتصوَّر أنه إذا استيقظ في الساعة 7:00 صباحًا وذهب إلى السرير في الساعة 11:30 مساءً، فإنه سوف يكون أمامه ما يقرب من 16 ساعة يوميًّا يستطيع خلالها إنجاز جميع مهامه. ليس بالضرورة أن يتحقق هذا التصور، فأحيانًا يكون لدى الشخص هوس بوضع مواعيد زمنية نهائية لإنجاز المهام المنوطة به، ولكن هذا الأمر ليس بالضرورة أن يكون مؤشرًا على زيادة مستوى الإنتاجية، بل على العكس قد يؤدي إلى نتائج سلبية.
عند تخطيط مواعيدك، احرص على تطبيق القواعد الآتية:
- هل سأتمكن من إنجاز عملي بسهولة في الوقت المحدد؟ إذا كانت الإجابة “نعم”، فمن المحتمل أن يكون من السهل الالتزام بالموعد المحدد.
- هل سأتمكن من إنجاز هذا العمل بقدر متوسط من الجهد؟ إذا كانت الإجابة “لا” أو إذا كنت تحتاج المزيد من الجهد، فينبغي عليك إعادة النظر في خطتك.
وتذكّر أن المواعيد الزمنية التي تضعها بنفسك لإنجاز المهام تتميز بالمرونة بخلاف المواعيد الزمنية المفروضة عليك من الخارج والتي قد تضع عليك ضغوطًا كثيرة.
التنويع بين الأيام السهلة والأيام الصعبة
هناك أيام تكون حافلة بالعمل والمهام الصعبة التي تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد. وفي المقابل، أحيانًا تصادف أيامًا لا تتضمن الكثير من العمل. احرص على أن يكون هناك يوم سهل (ومن الأفضل أن يكون إجازة) بعد كل يوم صعب تمر به. وهذا الأمر من شأنه تجديد طاقتك والحفاظ على مستوى تحفيزك.
الالتزام بقائمة المهام
من الضروري الالتزام بتنفيذ العمل المتضمَن في قوائم المهام التي تضعها بنفسك. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو أن تلتزم بتلك المهام ولا تتجاوزها. فكثير من الأشخاص قد يلجأ إلى تأجيل بعض المهام عندما يمر بأيام صعبة حافلة بالعمل. وفي المقابل قد يشعر البعض بالذنب عند مصادفة أحد الأيام السهلة التي لا تتضمن عملًا كثيرًا فيلجؤون إلى إضافة بعض المهام لشغل هذا اليوم. وفي كلا الحالتين، ثمة خطأ كبير يتم ارتكابه ويؤثر على مستوى التحفيز لدى الإنسان؛ فلا يحقق مستوى تحفيز مثالي دون ضغوط كما يريد.