قصة نجاح جيف بيزوس، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون
كيف استطاع أغنى رجل في العالم جمع هذه الثروات الطائلة؟
في هذه المقالة، سوف نستعرض السيرة الذاتية لرجل الأعمال الأمريكي ورائد التجارة الإلكترونية جيف بيزوس، مؤسِّس المتجر الإلكتروني Amazon.com. وهو أيضاً مؤسِّس شركة بلو أوريغين Blue Origin التي تهدف إلى جعل السفر إلى الفضاء في متناول الأشخاص العاديين. وجيف بيزوس دائماً ما يضع عملائه نصب عينيه، مهما كان نوع الخدمات التي يُقدِّمها لهم، وأولى أولوياته هي جعل هذه الخدمات متاحة ويسهل الوصول إليها قدر الإمكان. يتمتَّع جيف بيزوس بمستوى فائق من الذكاء، وطموح لا حدود له، فضلاً عن القدرة على التحوُّل من شخص لطيف للغاية إلى مدير تنفيذي صارم في ثوانٍ معدودة. ويسعى جيف بيزوس إلى الوصول بالتقنيات الحديثة إلى آفاق جديدة تفوق الخيال.
مرحلة الطفولة المبكرة
وُّلِد جيفري بريستون “جيف بيزوس” في 12 يناير 1964 في مدينة ألبوكيركي في ولاية نيو مكسيكو. وكان والده، تيد جورجينسون، واحداً من أفضل لاعبي الاستعراضات باستخدام الدراجة الأحادية في ألبوكيركي، وكان عضواً في فرقة Unicycle Wranglers المحلية، وكان يؤدي عروضاً رائعة في السيرك وفي احتفالات المدينة بينما كان جيف لا يزال طفلاً. وكانت والدة جيف، جاكلين بيزوس، لا تزال في سن المراهقة عندما تزوجت تيد، واستمر زواجهما لعام واحد فقط. ويقول جيف “في الحقيقة، لم أتذكر والدي إلا عندما يطلب مني الطبيب ملء استمارة”.
وُلِد زوج أم جيف، مايك بيزوس، في كوبا، ولكنه هرب إلى الولايات المتحدة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره والتحق بالعمل في جامعة ألبوكيركي. وعندما تزوَّج والدة جيف، انتقلت العائلة إلى مدينة هيوستن بولاية تكساس وعمل مايك في وظيفة مهندس في شركة إكسون الأمريكية، وهي شركة نفط وغاز طبيعي كانت مزدهرة خلال الفترة من منتصف الأربعينيات إلى السبعينيات.
ومنذ نعومة أظفاره، كان جيف يمتَّع بموهبة ميكانيكية ملحوظة. فعندما كان طفلاً صغيراً، استطاع تفكيك سريره بمفك البراغي. وفي مرحلة المراهقة، اخترع جهاز إنذار كهربي لإبعاد أشقائه الصغار عن غرفته. واتخذ جيف من مرآب السيارات في المنزل مختبراً لتنفيذ مشاريعه العلمية.
كان أسلاف جيف من جانب الأم من المستوطنين الأوائل في ولاية تكساس، وكانت العائلة تمتلك مزرعةً كبيرةً في مدينة كوتولا وتم توارثها عبر الأجيال. وكان جد جيف، لورانس بريستون، مديراً إقليمياً لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية (AEC) في مدينة ألبوكيركي، وكان يشرف على مختبري لوس ألاموس ولورانس ليفرمور النوويين قبل أن يتقاعد في مزرعة العائلة.
التعليم الذي حصل عليه جيف بيزوس
التحق جيف بيزوس بمدرسة ريفر أوكس الابتدائية River Oaks Elementary School في مدينة هيوستن، وأتم فيها السنوات الدراسية من الرابعة وحتى السادسة. وكان يقضي إجازة الصيف في المزرعة ويمارس العديد من المهام، ومن بينها إصلاح طواحين الهواء وتطعيم الماشية وغيرها من أعمال المزارع. وكان جده، لورانس جيز، نموذجاً يحتذي به بفضل معرفته الواسعة وتواجده الدائم في المزرعة. وفي خطابه بأحد الفعاليات في عام 2010، أخبر جيف الخريجين بأن جده قد علَّمه “أن تكون رحيماً أصعب من أن تكون ذكياً”.
بدأ جيف بيزوس العمل بينما كان لا يزال في المدرسة. فخلال أحد المعسكرات الصيفية للصفوف الرابع والخامس والسادس، كانت هناك بعض الكتب التي طلب بيزوس من المشاركين قراءتها، وهي: رواية The Lord of the Rings للكاتب جون رونالد تولكين ورواية Dune للكاتب فراك هيربرت ورواية The Once and Future King للكاتب تي. إتش. وايت ورواية Stranger in a Strange Land للكاتب روبرت أنسون هاينلاين ورواية Watership Down للكاتب ريتشارد آدمز ورواية Black Beauty للكاتبة آنا سويل وكتاب Gulliver’s Travels للكاتب جوناثان سويفت ورواية David Copperfield للكاتب تشارلز ديكينز ورواية Treasure Island للكاتب روبرت لويس ستيفنسون ومسرحية Our Town للكاتب ثورنتون وايلدر ومسرحية The Matchmaker للكاتب جون بي كين وثورنتون وايلدر.
انتقلت العائلة في نهاية المطاف إلى ولاية فلوريدا، والتحق جيف بمدرسة ميامي بالميتو الثانوية Miami Palmetto Senior High Schoo، حيث تفوَّق في دراسته وظهر شغفه بالكمبيوتر. وتلقى جيف الدعوة للمشاركة في برنامج تدريب العلوم في جامعة فلوريدا، حيث فاز بجائزة الفارس الفضي Silver Knight Award في عام 1982. وتخرَّج جيف من المدرسة الثانوية والتحق بجامعة برينستون.
كان جيف بيزوس في البداية يُخطِّط لدراسة الفيزياء في جامعة برينستون، لكنه سرعان ما قرَّر العودة إلى شغفه الأساسي وهو دراسة الكمبيوتر. وتخرَّج جيف وحصل على شهادتي بكالوريوس في علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية من جامعة برينستون. وفي مقابلة مع صحيفة الجارديان، علَّق جيف بيزوس على قراره بالانصراف عن دراسة الفيزياء قائلاً “لا يحرز الفيزيائيون أي تقدُّماً، ولكنهم يقضون كل وقتهم في محاولة فهم التقدُّم الذي يحرزه الآخرون”.
بدايات مسيرته المهنية
بعد تخرُّجه في الجامعة، اتجه جيف بيزوس إلى وول ستريت، حيث كان هناك طلب متزايد على علوم الكمبيوتر، والتحق للعمل في العديد من الشركات. وعندما التحق للعمل في شركة Fitel، وهي شركة ناشئة تهدف إلى بناء شبكة للتجارة الدولية، كان يسافر كل أسبوع بين نيويورك ولندن. وفي شركة Bankers Trust، ترقَّى جيف في المناصب حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس. وبعد ذلك، التحق للعمل بشركة الاستثمار D.E. Shaw، وهي شركة مُتخصِّصة في تطبيق علوم الكمبيوتر في سوق الأوراق المالية، وقد تم توظيف بيزوس لموهبته الكبيرة في هذا المجال. وفي هذه الشركة، التقى جيف بزوجته ماكينزي، والتي كانت أيضاً خريجة جامعة برينستون، وتزوَّج جيف من ماكينزي في عام 1993. وشق جيف طريقه سريعاً، وفي عام 1990 أصبح أصغر نائب رئيس في تاريخ الشركة.
وأثناء تصفُّح الإنترنت بحثاً عن مشاريع جديدة لشركة D.E. Shaw، وجد جيف إحصائية تفيد بأن شبكة الإنترنت تنمو بنسبة 2,300% شهرياً، وأدرك على الفور الفرص المحتملة لبيع المنتجات عبر الإنترنت. وعلى الرغم من محاولات الشركة للاحتفاظ بخدمات جيف بيزوس، ولكنه قرَّر خوض تجربة جديدة، وأنه يُفضِّل المحاولة والفشل بدلاً من عدم المحاولة على الإطلاق.
موقع التجارة الإلكترونية Amazon.com
ترك جيف بيزوس شركة D.E. Shaw في عام1994، وانتقل إلى مدينة سياتل في محاولة للاستفادة من الفرص المتاحة في سوق الإنترنت، وذلك من خلال فتح متجر لبيع الكتب عبر الإنترنت. وعندما اتخذ جيف قراره، وضع قائمة تضم المنتجات المحتملة التي يمكن بيعها عبر الإنترنت، ومن بينها الأقراص المضغوطة والبرمجيات والأجهزة. وفي نهاية المطاف، وقع اختياره على الكتب نظراً لوجود العديد من الإصدارات التي تناسب جميع الأذواق. وفي تلك الفترة، كانت هناك ميزة أخرى لهذا المتجر الإلكتروني، وهي عدم فرض ضرائب في الولايات المتحدة على الطلبات عبر البريد، حيث لا يوجد لها وجود مادي. وبالتالي، لم يتكبَّد جيف بيزوس أي ضرائب على بيع المنتجات عبر الإنترنت.
أدرك جيف أن مدينة سياتل ستكون مكاناً مثالياً لنشاطه الجديد نظراً لتوافر مجموعة كبيرة من المواهب المُتخصِّصة في مجال التقنية. وبينما كانت زوجته ماكينزي تقله بالسيارة من تكساس، وضع جيف خطة عمل على حاسوبه المحمول، وأجرى اتصالات بالمستثمرين المحتملين. واستطاع جيف أن يجمع مبلغ مليون دولار من عائلته وأصدقائه من أجل إنشاء شركته الخاصة في مرآب منزله في سياتل.
أسَّس جيف شركة Cadabra في 5 يوليو 1994، ولكن بعد مرور عام واحد قام بتغيير هذا الاسم. وكان هناك مجموعة من الخيارات الأخرى، من بينها MakeItSo.com و aard.com وAwake.com وBrowse.com و Bookmall.com وRelentless.com (الذي لا يزال يعيد التوجيه إلى Amazon.com). وفي النهاية، اختار جيف اسم Amazon.com بعد البحث في القاموس عن الكلمات التي تبدأ بحرف A. وقد أحب جيف بيزوس الربط بين أطول أنهار العالم وأكبر متجر لبيع الكتب.
قام جيف وماكينزي بترتيب كل شيء في منزلهما المكوَّن من غرفتي نوم مع مد توصيلات إلى مرآب السيارات، بالإضافة إلى تجهيزه بأنظمة كمبيوتر ووضعها على طاولات مصنوعة من أبواب اشتراها جيف بمبلغ 60 دولاراً. ومن المفارقات أن اجتماعات المُوظَّفين كانت تُعقَد في مكتبة بارنز أند نوبل المحلية. وعندما أصبح كل شيء جاهزاً، دعا جيف وماكينزي 300 شخص لتجربة الموقع الجديد الذي تم تشغيله بسلاسة على منصات الكمبيوتر المختلفة. وبعد فتح الموقع في 16 يوليو 1995، طلبوا من المستخدمين نشر الخبر وتشغيل جرس للإشعار عند كل عملية بيع عبر الموقع. وفي غضون شهر واحد، كان هناك مبيعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وفي 45 دولة أخرى. وبحلول سبتمبر 1995، وصلت المبيعات إلى 20,000 دولار في الأسبوع.
المنافسة بين شركة أمازون وشركة بارنز آند نوبل
كان بيزوس عازماً على طرح الشركة للاكتتاب العام، وبدأ في توظيف عدد كبير من الأشخاص. وشمل ذلك عدداً قليلاً من مُوظَّفي شركة DESCO، ومديرين تنفيذيين من شركة بارنز آند نوبل Barnes & Noble المنافسة، وشركة سيمانتك Symantec للبرمجيات وشخصين من شركة مايكروسوفت Microsoft، وهما نائب رئيس إدارة الهندسة، جويل شبيغل، وديفيد ريشر، الذي سيصبح فيما بعد رئيساً لإدارة تجارة التجزئة. ومع وجود فريق من الأشخاص الاستثنائيين في صفوف إدارته العليا، كان جيف بيزوس مقتنعاً بأن رأس مال الشركة سيصل إلى مليار دولار بحلول عام 2000. وكان جيف يعتقد أن الاكتتاب العام لن يؤدي فقط إلى ترسيخ ثقة العملاء، بل سيؤدي أيضاً إلى التفوُّق على متاجر الكتب الأخرى التي ستبدأ في إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بها. وكان متجر بارنز آند نوبل Barnes & Noble هو المنافس الأكبر، حيث وصلت مبيعاتهم إلى 2 مليار دولار في عام 1996، بينما بلغت مبيعات Amazon.com 16 مليون دولار فقط في نفس العام.
حضر الأخوان ريجيو، ليونارد ريجيو وستيف ريجيو، اللذان يمتلكان شركة بارنز آند نوبل Barnes & Noble، إلى سياتل لتناول العشاء ومناقشة عقد صفقة تجارية مع جيف بيزوس وتوم ألبيرغ، المؤسس والشريك الإداري لشركة رأس المال الاستثماري Madrona Venture Group ومدير Amazon.com. وأعلن الأخوان ريجيو عن نيتهما لإنشاء موقع إلكتروني خاص بهما، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إخراج Amazon.com من المنافسة. وكان جيف يتبع إستراتيجية الحذر والتملُّق. وكان هناك عرض بالتعاون بين الطرفين، بما في ذلك إمكانية إنشاء موقع إلكتروني مشترك وترخيص تقنيات موقع أمازون. وبعد تفكير، قرَّر جيف بيزوس وتوم ألبيرغ أن هذا التعاون لن ينجح.
وبينما كان الأخوان ريجيو يقومان بإنشاء موقعهما الإلكتروني، سافر جيف بيزوس وجوي كوفي، أول مدير مالي لشركة Amazon، في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا في محاولة لجذب مستثمرين محتملين. وقد كانا يقفان على أرض صلبة مع مبيعات بملايين الدولارات تم تحقيقها في 3 سنوات فقط، وهي كل عمر الشركة، بالإضافة إلى امتلاك الشركة لمخزون ومستودع واحد يسهل الوصول إليه، وذلك على النقيض من المنافسين الذين تنتشر منتجاتهم في المتاجر في جميع أنحاء البلاد. أيضاً، تستخدم الشركة أسلوب “دورة العمل السلبي” مما يعني أن العملاء سيدفعون باستخدام بطاقات الائتمان عند شحن المنتج، بينما تتولى شركة أمازون تسوية حساباتها مع الموزعين كل بضعة أشهر. وكان السؤال الرئيسي الذي يطرحه المستثمرون يتعلَّق بإمكانية إضافة فئات جديدة من المنتجات، ولكن جيف كان يرد بأنه قد استقر على بيع الكتب فقط. وأراد جيف الحصول على بعض الاستثمارات من خلال الاكتتاب العام، لكنه لم يكن يريد أن يتبع منافسيه خطاه، وبالتالي قام بحجب الكثير من المعلومات المهمة عن المستثمرين. وقد كان الجميع يعتقد أنه بمجرد دخول Barnes & Noble إلى المنافسة، فإن شركة أمازون ستخسر المعركة.
اقرأ أيضاً: قصة نجاح رجل الأعمال الياباني تاداو كاشيو، مؤسس شركة كاسيو
في 12 مايو 1997، وقبل ثلاثة أيام من الاكتتاب العام، أقامت شركة Barnes & Noble دعوى قضائية ضد Amazon.com في المحكمة الاتحادية تتهمهم بالكذب عندما زعموا بأنهم “أكبر مكتبة لبيع الكتب في العالم”. وحدث ذلك الأمر خلال فترة السبعة أسابيع التي لا يستطيع خلالها جيف بيزوس التحدُّث إلى الصحافة قبل الاكتتاب العام. ومن المفارقات، أن هذه الدعوى القضائية لفتت الانتباه إلى Amazon.com. وقد تنافست الشركتان بشراسة لمدة عام تقريباً بعد أن أصبحت Amazon.com شركة عامة. وكانت شركة Barnes & Noble تفتخر بأن لديها مجموعة ضخمة من الكتب، بينما كانت Amazon.com تحاول الحصول على الكتب من التجار المستقلين ومتاجر التحف والمقتنيات القديمة. وقد حصلت شركة Barnes & Noble على استثمار بقيمة 200 مليون دولار من عملاق الإعلام الألماني، شركة Bertelsmann، ثم أصبحت شركة عامة أيضاً. وسرعان ما لجأ جيف بيزوس إلى توسيع خط المنتجات، ولم تعد Amazon.com تقتصر على بيع الكتب فقط، ولكن أضاف التسجيلات الموسيقية وغيرها من المنتجات.
في البداية، كان يتم تداول الأسهم بسعر أقل من سعر الاكتتاب، وشعر جيف بيزوس بالقلق خشية أن تفقد الشركة جزءاً كبيراً من استثماراتها. وفي 15 مايو 1997، تم تحديد سعر السهم ليتراوح بين 12 و14 دولاراً في بورصة ناسداك، ثم بعد ذلك ارتفع ليتراوح بين 14 و16 دولاراً قبل أن يستقر عند 18 دولاراً. واستطاعت شركة Amazon.com أن تجمع مبلغ مليون دولار في الاكتتاب العام، وبلغت القيمة السوقية للمتجر الإلكتروني لبيع الكتب 438 مليون دولار. ولقد كان ذلك العام عاماً استثنائياً، حيث شهدت الشركة نمواً بنسبة 900% في الإيرادات السنوية. وقد استثمر كل فرد في عائلة جيف بمبلغ 10,000 دولار. ونظراً لأنهم يُمثِّلون 6% من مالكي الشركة، فقد أصبحوا من أصحاب الملايين، وحصل جيف على لقب شخصية العام من مجلة تايم في عام 1999.
قام جيف بيزوس ومهندسوه بإنشاء نظام للطلب بضغطة واحدة لزيادة سهولة استخدام موقع Amazon.com في أواخر التسعينات. ويقوم النظام بالتحميل المُسبق لمعلومات بطاقات الائتمان الخاصة بالعملاء ووجهة الشحن، بالإضافة إلى عرض تنفيذ معاملة الشراء بمُجرَّد ضغطة واحدة. وفي 28 سبتمبر 1999، تمت الموافقة على طلب مكوَّن من تسعة عشر صفحة للحصول على براءة الاختراع رقم 5,960,411 تحت عنوان نظام لتقديم طلبات الشراء عبر شبكة اتصالات، وبالفعل تم تسجيل النظام رسمياً باسم شركة Amazon.com. وقد تعرضَّت هذه الموافقة للعديد من الانتقادات، حيث قال البعض إن موافقة المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية تُعَد دليلاً على البيروقراطية البطيئة، ولكن جيف بيزوس لم يمانع على الإطلاق، وكان مُصمِّماً على استغلال الوضع الراهن للتفوُّق على منافسيه. وفي عام 1999، وبعد 23 يوماً من الحصول على براءة الاختراع، أقامت شركة Amazon.com دعوى قضائية ضد Barnes & Noble تتهمها بانتهاك براءة الاختراع، وحصلت على حكم ابتدائي يجبر الشركة المنافسة على إضافة خطوة إضافية إلى عملية الخروج من موقعها. وقامت Amazon.com بترخيص براءة الاختراع لشركة Apple Inc في عام 2000 مقابل مبلغ لم يتم الإفصاح عنه، والذي سيتم استخدامه كوسيلة لمحاولة القضاء على المنافس الجديد، eBay.com، الذي ظهر في السوق في منتصف عام 1998.
المنافسة بين Amazon و eBay
بدأ موقع eBay كشركة ناشئة في 3 سبتمبر 1995 في وادي السيليكون تحت اسم AuctionWeb. ومنذ اللحظة الأولى، أثبت موقع eBay أنه منافساً شرساً ينمو سريعاً ويُحقِّق الكثير من الأرباح، وذلك على النقيض من Amazon.com. وفي عام 1997، حقَّقت الشركة أرباحاً بلغت 5.7 مليون دولار، وارتفعت الأرباح إلى 47.4 مليون دولار في عام 1998، ثم واصلت الأرباح الارتفاع لتصل إلى 224.7 مليون دولار في عام 1999. وكان موقع eBay ينتهج أسلوب عمل مثالي، حيث يحصل على عمولة صغيرة نظير كل معاملة بيع. ونظراً لأن البائعين كانوا عبارة عن أشخاص فعليين يقومون بإجراء مزاد علني على منتجاتهم، لم تكن هناك حاجة للاحتفاظ بمخزون من المنتجات أو إرسال طرود عبر البريد. وكان الموقع في البداية مهتم ببيع المقتنيات الصغيرة وبطاقات البيسبول، ولكنه كان في طريقه نحو أن يصبح متجراً لبيع عدد غير محدود من المنتجات.
شاهد بالفيديو: قصة نجاح جيف بيزوس
وجَّه جيف بيزوس الدعوة إلى مؤسِّس موقع eBay بيير أوميديار والرئيس التنفيذي ميج ويتمان من أجل الحضور إلى سياتل في صيف عام 1998 عندما شرع موقع eBay في الاكتتاب العام. وقد ناقش الفريقان سُبُل التعاون فيما بين الشركتين. وتم اقتراح إنشاء روابط مشتركة، بحيث إذا لم يتم العثور على المنتج على موقع eBay.com، يتم تحويل العميل إلى موقع Amazon.com والعكس صحيح. واقترح جيف بيزوس إمكانية القيام باستثمار كبير بقيمة تصل إلى حوالي 600 مليون دولار. وعلى الرغم من عدم تقديم عرض رسمي من جانب جيف لشراء موقع eBay، إلا أن الرقم كان تقريباً يعادل القيمة السوقية للموقع.
يتذكر أوميديار جولته في مركز التوزيع في شارع داوسون، حيث انبهر من نظام الأتمتة المُطبَّق في المركز، وكذلك من سلوكيات العاملين. وجدير بالذكر أن المسؤولين التنفيذيين في موقع eBay كانا طموحين للغاية، وكان لديهم اعتقاد بأنهما يُمثِّلان شركة رائدة في مجال التجارة الإلكترونية، وكان من غير المجدي إقناعهم بخلاف ذلك. وبعد الفشل في الوصول إلى أرضية مشتركة بين الطرفين، حاول جيف بيزوس سراً إطلاق مشروع خاص بالمزادات. واتخذ جيف من الطابق الثاني من مركز Columbia Center مقراً للمشروع الذي كان يحمل اسم EBS. وفي عام 1999، تم إطلاق شركة Amazon Auctions، وبدأ جيف يضخ المزيد من الأموال والجهد في المشروع، فتم شراء شركة لبث المزادات مباشرة على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة المزادات Sotheby’s Auction House من أجل التركيز على المنتجات المتطوِّرة. ولكن جميع الجهود ذهبت سُدى، حيث إن العملاء كانوا معتادين على طرق التسوُّق التقليدية والأسعار المُحدَّدة، وكان من الصعب عليهم البحث عن شركة Amazon Auctions أو الوصول إليها عبر رابط موجود في الموقع الإلكتروني الرئيسي لشركة Amazon، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف في سوق للمنتجات المُستعملَة.
النمو السريع لشركة Amazon
تعرضَّت الشركة لظروف صعبة خلال حقبة التسعينات، ولكن جيف بلاكبيرن، المسؤول عن تطوير المنتجات والعمليات في الشركة، يقول إن تلك الفترة كانت مفعمة بالمتعة والتحدي. فخلال هذه الفترة، كانت خدمة الإنترنت لا تزال جديدة، وكانت الشركات لا تزال تحاول استيعاب كيفية الاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة. وتعرَّض بيزوس للفشل مرات عديدة، ومن بينها عدم قدرة منصة zShops على تحقيق أي نجاح، بالإضافة إلى ارتباط صغار التجار بموقع eBay. وكان المستخدم الأبرز لمشاريع المزاد هو جيف بيزوس نفسه الذي اشترى هيكلاً عظمياً كاملاً لدب من العصر الجليدي مقابل 40,000 دولار، وقام بعرضه في بهو مقر أمازون الجديد آنذاك في مبنى مركز Pacific Medical Center مع لافتة مكتوب عليها “يُرجى عدم إطعام الدب”.
وفي أكتوبر 2002، أضافت Amazon مبيعات الملابس إلى مجموعة المنتجات التي تتولى بيعها، وذلك بعد عقد شراكات مع المئات من تجار التجزئة، ومن بينهم Land’s End و NordstromوThe Gap. وتم إطلاق شركة جديدة تحت اسم Amazon Services تتيح للعملاء طلب المنتجات من مواقع إلكترونية ذات علامات تجارية مشتركة، مثل Borders وToys R Us.
وفي عام 2003، أطلقت شركة Amazon مُحرِّك البحث التجاري A9 الذي يُركِّز على مواقع التجارة الإلكترونية. وفي الوقت نفسه تقريباً، تم افتتاح متجر للسلع الرياضية عبر الإنترنت، يُقدِّم منتجات من حوالي 3000 علامة تجارية مختلفة. وساعد النمو السريع لشركة Amazon جيف بيزوس على مواصلة تجريب المنتجات والخدمات الجديدة، مثل محاولة بيع المجوهرات، والتي لم تنجح، وتقديم خدمة Amazon Prime التي قدمت عرض للشحن المجاني خلال مدة يومين داخل الولايات المتحدة مقابل رسوم سنوية قدرها 79 دولاراً، وقد حقَّقت هذه الخدمة نجاحاً كبيراً. وقد أدى هذا النجاح إلى إطلاق موقع Amazon في إيطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا واليابان، بالإضافة إلى ضمان ولاء العملاء، وتحقيق التفوُّق على المنافسين.
حقَّقت أمازون قفزة أخرى نحو الابتكار في تطوير التكنولوجيا من خلال تقديم سلسلة من أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، The Amazon Kindle، في عام 2007. وقد كان جيف بيزوس يسعى منذ البداية إلى تغيير طريقة الحصول على الكتب، وقد أحدثت سلسلة أجهزة Kindle تغييراً ثورياً في هذا الصدد، حيث ساهمت في تطوير سوق الكتب الإلكترونية على الصعيد الدولي. وقد ساعد جهاز القراءة الذي يتميَّز بخفة وزنه شركة Amazon على السيطرة على 95% من سوق الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أطلقت شركة Apple جهاز iPad في عام 2010. ولكن جيف بيزوس قام بتخفيض سعر بيع التجزئة لأجهزة Kindle، فضلاً عن إضافة ميزات جديدة. وفي هذا الصدد، قال جيف بيزوس في مقابلة مع قناة ABC الإخبارية “لقد قدَّمنا أفضل جهاز لوحي على الإطلاق”. وقد اشتمل هذا الجهاز اللوحي على ميزة “Whispersync” التي تتيح للمستخدمين إمكانية تحديد الصفحة التي توقفوا عندها، ومواصلة القراءة من نفس الصفحة على جهاز آخر.
وجدير بالذكر أن إيرادات مبيعات Amazon ارتفعت بنسبة 122.56% من 48.08 مليار دولار في عام 2011 إلى 107.01 مليار دولار في عام 2015، ولكن نمو الدخل الصافي كان متقلباً. فعلى سبيل المثال، كان مُعدَّل نمو الدخل الصافي سلبياً، وانخفض بمقدار 241 مليون دولار في عام 2014. ومع ذلك، في عام 2015، كان نمو صافي الدخل في أمازون إيجابياً وبلغ 596 مليون دولار. وفي المقابل كانت إيرادات المبيعات مرتفعة للغاية. وكان جيف يُخطِّط منذ البداية للتنازل عن الأرباح في سبيل نشر العلامة التجارية. وفي عام 1998، ذكر جيف لمجلة PC Week أن التركيز على الأرباح في تلك الفترة سيكون قراراً خاطئاً، وأنه لابد من بناء العلامة التجارية والتفكير في المستقبل. وقد أكَّد جيف على هذا التصريح في حوار له مع موقع Entrepreneur.com. واستخدم جيف بيزوس جميع عائدات Amazon في التسويق والإعلانات بهدف الوصول إلى المركز الأول بين منافسيه. وارتفع سهر السهم من 18.00 دولاراً في 15 مايو 1997 إلى 549.42 دولاراً في 25 فبراير 2016.
في عام 2006، أطلق جيف بيزوس خدمة Amazon Web Services التي تتضمن مجموعة واسعة من خدمات الحوسبة والتخزين وقواعد البيانات والتحليلات والتطبيقات والنشر. وحالياً، يمتلك جيف العديد من الشركات الفرعية، ومن بينها a2z و A9.comو Amazon Web Servicesو Alexa Internetو Audible.comو comiXology و Digital Photography Reviewو Goodreadsو Internet Movie Databaseو Junglee.com و Twitchو Zappo، وتتوفِّر القائمة الكاملة لخدمات Amazon على موقع Quora. وفي عام 2012، تم إطلاق موقع Amazon Studios، وهو موقع شبيه بموقع Kickstarter، ويُركِّز فقط على تطوير الأفلام الروائية والبرامج التلفزيونية. وفي العام نفسه، منحت مجلة Fortune جيف بيزوس لقب أفضل رجل أعمال في عام 2012.
شركة بلو أوريغين Blue Origin
لم تقتصر أهداف جيف بيزوس على تحقيق الريادة في مجال التجارة الإلكترونية وابتكار أسلوب جديد لبيع الكتب واحتلال مكانة رائدة بجوار أبرز الشخصيات في عالم الإنترنت. وكان لدى جيف خطط كبيرة وطويلة الأجل، وقد ساعده نجاح شركة Amazon على تحقيق طموحاته. وتحتفظ والدة جيف بيزوس بنسخة من الخطاب الذي ألقاه أثناء عودته إلى المدرسة، حيث أعلن عن هدفه لإنشاء أسطول من المحطات الفضائية التي يمكن السكن فيها، بالإضافة إلى تحويل كوكب الأرض إلى محمية طبيعية واحدة كبيرة.
وفي عام 2004، أسَّس بيزوس شركة طيران تسمى Blue Origin، وهي شركة تهدف إلى تطوير تكنولوجيا جديدة لرحلات الفضاء، والهدف النهائي هو إقامة “وجود بشري دائم في الفضاء الخارجي”. وتمتلك الشركة حرماً بحثياً على مساحة 26 فداناً خارج سياتل مباشرةً، بالإضافة إلى منشأة خاصة لإطلاق الصواريخ في غرب تكساس. وفي 24 نوفمبر 2015، تصدَّرت Blue Origin العناوين الرئيسية عندما تمكَّنت بنجاح من إرسال صاروخ إلى الفضاء، وهبط بأمان على منصة هبوط بعد الإقلاع، وذلك أثناء اختبار مركبة الفضاء الجديدة New Shepard، وهي مركبة صاروخية مُتعدِّدة الركاب صُمِّمت لتأمين السفر إلى الفضاء بأسعار تنافسية. ويُعَد هذا الأمر حدثاً تاريخياً، حيث لم تتمكَّن أي شركة فضاء أخرى من تحقيق مثل هذا الإنجاز. ونجاح هذه المهمة يعني تخفيض تكلفة السفر إلى الفضاء، والتقدُّم خطوة نحو جعل السفر إلى الفضاء متاحاً للجميع.
وبعد ذلك بقليل، أجرى جيف بيزوس وإيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX، حواراً صريحاً على منصة Twitter بشأن الصواريخ. وواصل إيلون موسك المناقشة مع جيف بيزوس، وأرسل له تغريدة توضِّح الفرق بين رحلات الفضاء المدارية ودون المدارية. وتجدر الإشارة إلى أن الشركتين، Blue Origin وSpaceX، كانتا تؤديان عملاً رائعاً. ولكن رحلات الفضاء المدارية ودون المدارية هي أنواع مختلفة من الرحلات الفضائية ولا يمكن المقارنة بينهما. وفيما بعد، رسم أحد مستخدمي موقع Reddit رسماً توضيحياً يُبيِّن الفرق بين مسار SpaceX Falcon 9 ومسار Blue Origin New Shepard.
اقرأ أيضاً: قصة نجاح الملياردير العصامي إيلون ماسك
صحيفة واشنطن بوست The Washington Post
في 05 أغسطس 2013، تصدَّر جيف بيزوس عناوين الأخبار بعد أن اشترى صحيفة واشنطن بوست بالكامل مقابل 250 مليون دولار نقداً. ويقول رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة دونالد غراهام “كان من الممكن أن تستمر الصحيفة في الصدور تحت ملكية الشركة، ولكننا أردنا أن نفعل ما هو أكثر. وأنا لا أقصد أن هذا الأمر يضمن لنا النجاح، ولكنه يمنحنا فرصة أكبر للنجاح”. وأكَّد جيف بيزوس من جديد أنه لم يسع إلى تغيير قيم صحيفة واشنطن بوست، ولكنه أراد فقط المزيد من التركيز على الجمهور. ويقول جيف “سيكون هدفنا الأساسي هو القراء، ومحاولة فهم الأمور التي يهتمون بها”. وكانت عائلة غراهام، أحفاد يوجين ماير، قد امتلكت الصحيفة منذ عام 1933 ولمدة أربعة أجيال. وأعلن جيف أنه سيحتفظ بالإدارة القائمة، معربًا عن كامل احترامه لعائلة غراهام.
السمات الشخصية والصفات القيادية
يشتهر جيف بيزوس بشخصيته المُتعدِّدة الجوانب، فهو شخص لطيف، ولكنه يستطيع التحوُّل إلى مدير تنفيذي صارم يثير الرهبة والاحترام في نفوس موظَّفيه. كما أن جيف يتميَّز بالذكاء الشديد والحماس، ويتوقع من جميع المحيطين به أن يحذوا حذوه. ويُقال إن موظَّفي Amazon يخشون من غضب جيف الذي قد يثور في أي لحظة ليتهمهم بالكسل وعدم الكفاءة عند وقوع الأخطاء. ولا يجد جيف بيزوس أي مشكلة في إدارة الشركة بينما يقرأ تعليقات العملاء لأنها تفيده في تكوين صورة صادقة عن عمليات الشركة. وفي هذا الصدد، يقول جون ويلك، نائب رئيس شركة Amazon “عملاؤنا هم مصدر ثمين للمعلومات، وتعليقاتهم هي بمثابة عملية تدقيق لمهام الشركة”. وعندما تحدث مشكلة ما في الشركة، فإن العواقب يمكن أن تكون وخيمة على الموظَّفين المسؤولين عن وقوع هذه المشكلة.
هناك نظام رسمي داخل Amazon من شأنه تصنيف خطورة حالات الطوارئ الداخلية. فعلى سبيل المثال، يشير مستوى الخطورة Sev-5 إلى المشكلات العادية التي يحلها المهندسون طوال الوقت، في حين أن مستوى الخطورة Sev-1 يشير إلى المشكلات الطارئة التي تتطلَّب استجابة فورية. وهناك مستوى الخطورة Sev-B الذي يُعَد كابوساً للموظَّفين في Amazon ، عندما يتلقى احد الموظَّفين رسالة بريد إلكتروني من جيف بيزوس تحتوي على علامة استفهام، والأمر يشبه تلقي طرد يحتوي على قنبلة موقوتة. وفي هذه الحالة، يترك الموظَّف جميع مهامه، ويُركِّز فقط على الأمر الذي أشار إليه جيف. وفي غضون بضع ساعات، يتعيَّن على ذلك الموظَّف تقديم تقرير رسمي شامل لرؤسائه حول كيفية حدوث المشكلة، ومن ثم تتم مراجعة التقرير وإرساله إلى جيف بيزوس. وهكذا، نجد أن شركة Amazon تحرص دائماً على أن يكون صوت العميل مسموعاً.
يتحرَّك جيف بيزوس دائماً بشكل سريع، ويحرص على أن يعمل موظَّفوه بجد ، ويسعى وراء كل ما هو مبتكر وجديد، فموقع Amazon ليس مُجرَّد متجر متكامل، ولكنها شركة متكاملة. ودائماً هناك الجديد لدى الشركة، فهي بصدد توسيع خدمة البقالة Amazon Fresh لتشمل سياتل ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وغيرها من المدن. ويتوقع جيف بيزوس أن يستمر نشاط الشركة في التوسُّع ليشمل أكبر عدد ممكن من الدول حول العالم. وربما ترجع أفكار جيف الجامحة والخيالية إلى شغفه القديم بالخيال العلمي، وربما تكون مُجرَّد سمات شخصية متأصِّله فيه. ويشتهر جيف بالقدرة على الابتكار في التفكير وتقديم رؤى لم يتطرَّق إليها شخص آخر من قبل، فهو استطاع أن يُحدِث ثورة في عالم شراء الكتب وقراءتها، وأنشئ شركة خاصة لرحلات الفضاء ووضع خطة لاستخدام طائرات بدون طيار لتوصيل الطرود. ويؤمن جيف بيزوس بأن الخروج عن المألوف واتخاذ قرارات استثنائية هو ما يؤدي حقاً إلى الابتكار. وسيواصل جيف بيزوس طريقه نحو النجاح والابتكار طالما ظل على قيد الحياة.
ثروة جيف بيزوس الحالية
تبلغ ثروة جيف بيزوس حاليا (عام 2020) 176 مليار دولار وهو بذلك يصبح أغنى رجل في العالم حتى تاريخ كتابة هذه السطور. ووصلت سعر سهم شركة أمازون إلى 3196 دولار أمريكي، وتبلغ القيمة السوقية لشركة أمازون واحد تريليون دولار.
لدى جيف بيزوس ثلاثة أبناء وابنة واحدة تم تبنيها من الصين. وفي 09 يناير 2019، أعلن جيف بيزوس انفصاله عن زوجته ماكينزي بعد زواج دام لمدة 25 عاماً. وقد تنازلت ماكينزي لجيف عن حصصها في شركة Blue Origin وصحيفة Washington Post، بالإضافة إلى 75% من أسهم شركة Amazon.
تُظهِر قصة حياة جيف بيزوس أنه استطاع تحقيق جميع نجاحه بفضل رغبته القوية في تعلُّم التقنيات الجديدة، بالإضافة إلى حرصه على العمل الجاد، وما يتمتَّع به من صفات قيادية.