قصة نجاح شهيد خان الملياردير الباكستاني رائد قطع غيار السيارات والرياضة
ملياردير أمريكي من أصل باكستاني بدأ من الصفر وكوّن ثروة بالمليارات
الميلاد والبداية
وُلِد شهيد خان الملياردير الباكستاني في يوليو/تموز من عام 1950 في مدينة لاهور، باكستان لعائلة من الطبقة الوسطى تعمل في مجل الإنشاءات. كانت والدته تعمل كأستاذة رياضيات. وفي عام 1967، انتقل شهيد خان وهو في السادسة عشرة من عمره إلى الولايات المتحدة يحدوه حلم أن يصبح مهندساً معمارياً. التحق شهيد خان بجامعة إلينوي في إربانا-شامبين، وبدأ يعمل في غسيل الأطباق خلال فترة المساء. ثم بعد ذلك التحق بوظيفة في إحدى شركات تصنيع السيارات “فليكس إن جيت” وفي الوقت ذاته كان مستمراً في دراسته بجامعة إلينوي. عندما جاء شهيد خان إلى الولايات المتحدة، كان يقيم في غرفة بإيجار 2 دولار في اللية وكان يعمل في غسيل الأطباق مقابل 1.5 دولار في الساعة. وفي عام 1991، حصل شهيد خان على الجنسية الأمريكية.
التعليم والكفاح في الحياة
التحق شهيد خان الملياردير الباكستاني خلال فترة دراسته الأولية بأخوية بيتا ثيتا باي، ثم تخرج في قسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة بجامعة إلينوي في عام 1971. وكان شهيد خان قد حصل على عدة جوائز من جامعة إلينوي، من بينها جائزة الخريج المتميز في عام 1999 من قسم العلوم الميكانيكية والهندسة الصناعية وجائزة الخريجين للخدمة المتميزة في عام 2006 من كلية الهندسة. كما حصل بالاشتراك مع زوجته آن على جائزة الخدمة المتميزة من رابطة خريجي جامعة إلينوي في عام 2005.
بدايات الحياة المهنية والمصاعب التي واجهها شهيد خان
التحق شهيد خان بوظيفة في إحدى شركات تصنيع السيارات “فليكس إن جيت” وفي الوقت ذاته كان مستمراً في دراسته بجامعة إلينوي. ولكن بمجرد تخرجه، عمل كمدير هندسي في نفس الشركة. وفي عام 1978، أسس شركة “بامبر ووركس” التي تخصصت في تصنيع مصدات شاحنات البيك آب. وقد حصل على قرض بقيمة 50,000 دولار من إدارة المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى مدخراته الخاصة التي بلغت 16,000 دولار.
مرحلة النجاح: جوهر النجاح وسبيله وأسبابه
بدأشهيد خان الملياردير الباكستاني مشواره المهني مع شركة “فليكس إن جيت” في عام 1970 عندما بدأ العمل في الشركة بينما كان لا يزال طالباً في جامعة إلينوي في إربانا-شامبين. وكان شهيد قد رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1967 وهو لا يزال في السادسة عشرة من عمره. وعقب تخرجه من الجامعة وحصوله على بكالوريوس في الهندسة الصناعية في عام 1971، التحق بوظيفة مدير هندسي في شركة “فليكس إن جيت”. وفي عام 1978، ترك شهيد خان شركة “فليكس إن جيت”، وأسس شركة “بامبر ووركس” بعد حصوله على قرض بقيمة 50,000 دولار من إدارة المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى مدخراته الخاصة التي بلغت 16,000 دولار. وقد أحدثت الشركة ثورة في عالم صناعة مصدات السيارات من خلال تصميم مبتكر غير قابل للصدأ أو التآكل ولا يزال هذا التصميم يُعَد هو معيار صناعة المصدات في جميع أنحاء العالم.
ومن خلال شركة “بامبر ووركس”، ظهرت العديد من نقاط القوة التي يتمتع بها شهيد خان الملياردير الباكستاني، ومن بينها الفهم العميق للتصميم والتخطيط الجيد للعمل. وبعد عامين، اشترى شهيد خان شركة “فليكس إن جيت” ونجح في تحويلها إلى شركة متميزة في عالم صناعة المعدات الأصلية. ومدفوعاً بحاجته إلى توسيع قاعدة عملائه، سعى شهيد خان على مدار 5 سنوات إلى توجيه مبيعاته إل مُصنعي السيارات اليابانيين الذين يتسمون بالميل نحو الأفكار الجديدة والعمل مع الموردين الصغار. وقد أسفر هذا التصميم الشديد عن استحواذ شركة “فليكس إن جيت” على عقود جميع الشاحنات اليابانية المستوردة إلى الولايات المتحدة. وفي أواخر حقبة الثمانينات، وقع اختيار شركة “تويوتا” على شركة “بامبر ووركس” لتكون أول مورد أمريكي يحصل على تدريب من “تويوتا” وهو الحدث الأهم الذي أشار شهيد خان إلى أن له تأثير عميق على قدرة شركة “فليكس إن جيت” على النمو الازدهار.
نجح شهيد خان الملياردير الباكستاني، بما يتمتع به من رؤية وفطنة وقدرة على القيادة، في تطوير شركة “فليكس إن جيت” على المستويين الرأسي والأفقي. وبعد بدايتها البسيطة، انطلقت الشركة وتوسعت وأصبحت تتولى تنفيذ كافة العمليات الخاصة بالتصنيع. وقد ساهم هذا التوسع المخطط بعناية في تقليص التكاليف وتحسين القدرة على التحكم، وهو الأمر الذي جعل من الشركة منافساً قوياً في مجال الصناعة. ومن جانبه، استغل شهيد خان الخبرة التي اكتسبها من العمل مع العديد من العملاء ونجح في شراء شركات أخرى متخصصة في أنواع مختلفة من السلع من أجل توسيع قاعدة العملاء.
حالياً، تلعب شركة “فليكس إن جيت” دوراً بارزاً على الصعيد العالمي ويمتد نشاطها من كندا إلى الأرجنتين ومن الولايات المتحدة إلى آسيا وأوروبا. كما تتعامل الشركة مع أكبر مُصنعي السيارات في أمريكا الشمالية واليابان وأوروبا. وفي عام 2007، حصل شهيد خان على جائزة قيادة الأعمال الصغيرة من المجلس الوطني لتطوير صغار الموردين، بالإضافة إلى العديد من التكريمات الأخرى من جميع أنحاء العالم.
في أغسطس/آب من عام 2016، شغل شهيد خان الملياردير الباكستاني منصب رئيس لجنة المشاريع التجارية في مؤسسة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، كما واصل دوره في تقديم خدماته للجنتي الصحة والسلامة والمالية. وفي وقت سابق، كان شهيد خان عضواً في مجالس إدارات مؤسسة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية ولجنة الاستثمار. يمتلك شهيد خان فريق “جاغوارز” الشهير في منافسات كرة القدم الأمريكية، كما اشترى شهيد خان أيضاً نادي “فولهام” الذي يشارك في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وهكذا أصبح شهيد خان هو الشخص الوحيد في العالم الذي يمتلك 100% من أسهم فريقين أحدهما يشارك في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية والآخر يشارك في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
معلومات حول ثروته الحالية
اعتمد نجاح شهيد خان الملياردير الباكستاني في المقام الأول على التصميم المبتكر لمصدات الشاحنات التي تتكون من قطعة واحدة. كما يمتلك شهيد خان شركة “فليكس إن جيت” المتخصصة في تصنيع قطع غيار السيارات والتي تحقق مبيعات تتجاوز 5 مليار دولار وتمتلك 62 مصنعاً في الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والمكسيك والصين وإسبانيا، بالإضافة إلى 13,000 عامل. كما يمتلك شهيد خان فريق “جاكسونفيل جاغوارز” الذي يشارك في منافسات كرة القدم الأمريكية، بالإضافة إلى نادي “فولهام” الذي يشارك في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. أيضاً، يمتلك شهيد خان يختاً يبلغ طوله 300 قدم. كما تتميز شقته الواقعة في الطابق 61 من برج “بارك تاور”، أطول مبنى في المدينة، بإطلالة بانورامية كاملة على المدينة وبحيرة ميتشجان وتبلغ قيمتها 8.3 مليون دولار. ووفقاً لقائمة أغنى 400 شخص في العالم لعام 2014 التي تصدر عن فوربس، يحتل شهيد خان المركز 110 بصافي ثروة يبلغ 4.5 مليار دولار.
حوار مع شهيد خان
اشترى شهيد خان فندق “فور سيزونز” في تورنتو. وفي حواره مع “ذا جلوب آند ميل”، كشف شهيد خان عن العديد من الجوانب المتعلقة بحياته ونجاحه في عمله. وباعتباره مسلماً ينتمي للحزب لجمهوري، دعا الجميع للتوقف عن القلق حيال دونالد ترامب.
لماذا اشتريت هذا الفندق؟
حسناً، أحب مدينة تورنتو كثيراً. وأعتقد أنها واحدة من أجمل مدن العالم. وقد زرتها لأول مرة خلال حقبة الثمانينات من القرن الماضي. وخلال التسعينات من القرن الماضي، اشتريت مصانعاً لقطع غيار السيارات في أونتاريو وعندها بدأت تجربتي مع علامة “فور سيزونز” التي تحمل سحراً خاصاً خلب لبي.
هل سوف تُدخِل تغييرات على الفندق؟
بالطبع، فعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي تتمتع بها علامة “فور سيزونز”، إلا أنه ثمة جوانب تحتاج إلى التطوير.
يشعر الكثيرون في كندا والولايات المتحدة الأمريكية بالقلق حيال الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وسوف تزداد دهشتهم عندما يسمعونك تقول إن الأمور سوف تتحسن خلال فترة ولايته.
أعتقد أن الأمور سوف تكون جيدة خلال فترة ولايته.
هل تشعر بالقلق حيال الدعوة لمنع هجرة المسلمين إلى أمريكا؟
أعتقد أن هذه الدعوات هي جزء من الدعاية الانتخابية ولا تتعدى هذا الإطار لأنها ليست قانونية لأن أي تمييز عرقي أو عنصري هو ضد القانون الأمريكي. ومما لا شك فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة قانون.
ألا تشعر بالقلق تجاه التعصب بوجه عام، خصوصاً وأنت مهاجر مسلم؟
أعتقد أن الولايات المتحدة دولة حرة تتيح حرية التعبير لجميع مواطنيها. وفي الواقع أنا لا أوافق على التعصب ولا أمارسه. وفي ظل الديمقراطية، من حق الجميع أن يعبروا عن آرائهم طالما لم يصاحبها عنف أو إساءة.
هل ثمة مرشح جمهوري آخر كنت تفضل فوزه؟
بالطبع كان هناك مرشحون آخرون. ولكن بمجرد تسمية مرشح نهائي لخوض الانتخابات، فلابد أن نقف جميعاً وراءه بصرف النظر عن شعورنا نحوه أو تقييمنا له.
ما رأيك في تهديد دونالد ترامب بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع شمال أمريكا؟
لا أعتقد أن هذا الأمر ممكن أن يحدث.
هل تعرف دونالد ترامب؟ هل التقيته من قبل؟
نعم التقيته في مناسبات اجتماعية. واعتقد أنه شخص عميق ومستمع جيد ومختلف عن الآخرين وسوف تتقدم الولايات المتحدة تحت قيادته.
أعمال شهيد خان الإنسانية والخيرية
منذ أوائل عام 2012، تركزّت تبرعات شهيد خان وأعماله الخيرية على مجتمع جاكسونفيل من خلال مؤسسة جاغوارز حيث بلغت تبرعاته لبرامج الأسرة والأطفال خلال الفترة من 2012 إلى 2014، 4.7 مليون دولار. هذا بالإضافة إلى غيرها من المبادرات الأخرى. وفي عام 2015، تبرّع بمبلغ يتجاوز 2.1 مليون دولار لمؤسسات محلية غير ربحية. وقد تجاوز إجمالي تبرعاته للمشاريع والبرامج الخيرية في فلوريدا الشمالية 23 مليون دولار.
كما تبرعت المؤسسة أيضاً بأكثر من 11,000 تذكرة سنوياً تبلغ قيمتها ما يقرب من 500,000 دولار. وتشمل مبادرات شهيد خان الخيرية التزاماً بقيمة 1 مليون دولار لصالح مركز جاكسونفيل لإعادة تأهيل المحاربين القدامى وإعادة إدماجهم، وذلك كشريك في مبادرة المدينة تجاه العسكريين الذين يعودون إلى الحياة المدنية.
شغل شهيد خان عضوية العديد من مجالس إدارات جامعة إلينوي، من بينها مجلس خريجي قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية ومجلس مديري مؤسسة جامعة إلينوي ومجلس الرؤساء. وحالياً، يشغل شهيد خان منصب رئيس منظمة الرؤساء التنفيذيين التي تضم أشهر 2,000 شخصية في مجال الأعمال والقطاعات الحكومية والمؤسسات غير الربحية.
في عام 2017، استهدفت مؤسسة خان، برئاسة السيدة خان، توسيع البحوث في مجال العلوم الصحية التطبيقية. ومنذ نشأتها، تبرعت المؤسسة بأكثر من خمسة مليون دولار للمكتبات والمنظمات غير الربحية. وفي عام 2011، حصل شهيد خان على جائزة لنكولن لما يقوم به من أعمال خيرية في الدولة وهي أعلى جائزة للإنجاز تمنحها أكاديمية لينكولن في إلينوي.
الدروس المستفادة من نجاح شهيد خان
رحل شهيد خان إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو لا يزال في 16 من عمره وهو لا يملك سوى ملابسه فقط. والتحق شهيد خان بجامعة إلينوي في إربانا-شامبين، وبدأ يعمل في غسيل الأطباق خلال فترة المساء. كما عمل أيضاً في توصيل البيتزا وكبائع في إحدى شركات التنظيف. أما أهم الوظائف التي عمل بها شهيد خان فكانت مع شركة “فليكس إن جيت”. ثم ترك الشركة وأنشأ شركته الخاصة التي أحدثت ثورة في عالم صناعة مصدات السيارات من خلال تصميم مبتكر غير قابل للصدأ أو التآكل مكون من قطعة واحدة، ولا يزال هذا التصميم يُعَد هو معيار صناعة المصدات في جميع أنحاء العالم.
من أهم المهارات التي ينصح بها شهيد خان هي القدرة على تنمية المهارات الاجتماعية والقدرة على تقبل الرفض والتعايش معه، لأن رجل الأعمال الناجح هو في الأساس بائع ناجح. كما يؤمن شهيد خان بأن الحياة عبارة عن رحلة مستمرة من التعلم وبأن النجاح غالباً ما يأتي عقب الفشل.
يمكنك قراءة المقال التالي: ما هي نوعية الأسهم التي يجب شراؤها والاستثمار فيها؟